البحر --ينقذ شابا --!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
--

لاتتعجب من العنوان --تابع القصه التاليه --وعندها سوف تعرف إن البحر --انقذ صاحبنا !!!!!!!!!!!!!!!!!وليس العكس
--

هو --أحد المبتعثين الى لندن للدراسه --ودرس هناك -- العلوم الفنيه التي ابتعث من أجلها --ولكنه ايضا أخذ كورس

في العلوم --السيئه والدنيئه --والتي يمر عليها معظم المبتعثين او السواح العرب --ولا (( أعمم)) ولكنه اذا لم يفعل

ذلك --فهو مثل اللي يبتعث للصمان او النفود --لا احد يريد علومه --ولا احد يريد ان يناظر في الصور التي يحملها!!!!!
---
مكث هناك سنتين-- وفي طريق عودته --مر على المغرب وتونس ومصر --ومكث في هذه البلدان شهرين

ثم وصل بشعر رأسه المنكوش --والذي يشبه --العرفجه

وادمن على تشجيع احد الانديه --وايضا المنتخب -- فكل الصحف عنده والاخبار عنده -- وتأخر في زواجه حتى جاوز

الثلاثين من العمر

كان يجمعنا --عمل واحد ونلتقي به يوميا

ليس له تلك القيمه --في حضوره او غيابه --اقصد القيمه المعنويه

ولا نعيره اهتمام

بسبب معرفتنا --بأفعاله في لندن -- ومشاهدتنا لمئات الصور التي يتفاخر بها

ولسبب فارق السن -- والرتبه --والعمل

ذهبنا في مهمه بحريه الى شمال الخليج العربي -- وكنت مسؤل عن تلك المهمه -- وكان واحدا من الطاقم الفني

وهو جيد في عمله --وايضا اخلاقه ولطافته --ولكن بقيت رحلته الى لندن والصور --حائلا بيني وبينه --بشكل خاص

--

في موقع بين السفانيه والخفجي --وفي عرض البحر ---كان صاحبنا يضع سمعات على أذنيه يستمع شريط اغاني

ووجهه يم البحر --حتى انه اهمل الخرائط التي بين يديه --ينظر الى الامواج -- وبالصدفه كان البحر هائج قليلا

وامواجه مرتفعه

فجأه

القى بالمسجل وسماعاته ارضا --واخذ يدهسها بقدميه --ثم انخرط في بكاء شديد--ويخفي وجهه حتى لا نراه

وأخذ يتلوى --وكأنه ملدوغ

توقفت -- وأخذنا نسعفه --ولكن لم نجد به --جرح --ولا يشكوا من ألم

فهمت --انه تعرض الى عارض نفسي

--
طلب مني ان نتوقف في الخفجي --ليأخذ له غرض ؟؟

وافقت على طلبه --فممكن ان يعاني من صداع او امراض نفسيه ويريد ان يشتري علاج

توقفنا في الاستراحه المخصصه لنا -- وذهب على قدميه الى السوق --فالسوق قريب من الشاطيء

وعاد --يحمل ثلاثة اشياء بيده!!!!!!!!!!!!!!!!!

توقعوا ما تلك الاشياء ؟؟

عاد يحمل--مصحف + سجاده+ مسواك

ودخل واغتسل

ثم لم يفارقه المصحف حتى اليوم -- هذه الحادثه قبل 15 سنه

وحفظه -- وصار امام جامع

وارتفع قدره ومقداره --عند جميع من يعرفه

حتى اننا صرنا --نعدل من حديثنا وتصرفاتنا--في حضوره

علما بأنه يحمل رتبه لا تقارن مع الرتب الاخرى --والذين يخشون من فعل اخطاء بوجوده

لا يفتي --ولا يحدث في المجالس --متواضع --بشوش --لا يدقق في مزح او تصرفات زملائه--مرحب به في كل مناسبه

وتزوج --وبنى عماره --ويعيش حياه سعيده

هذه الحادثه --انا شاهد عيان عليها

فيا هل ترى --ماذا رأى في البحر وامواجه

حتى جعله يغير المسار

--
سألته --قال الله اراد لي الخير --وبعث لي بهديه --عبر تأملي في البحر --وعرفت من خلاله عظمة خلق الله

وتذكرت صاحب الحوت -ودعائه---ثم تسائلت ماذا لو نغرق ؟؟

اكيد سوف ندعوا الله ان ينجينا !!!!

وهل قدمنا عمل صالح حتى يقبل الله دعائنا؟؟

انها لحظة صفاء --مع الله سبحانه وتعالى !!!!!!!!!!!!

لحظه سريعه--ولكنني تشبثت بها --ولم افوتها----- لقد وجدت كنز ثمين --فهل انا مجنون حتى افرط فيه !!!!!!!!!!

سألته لماذا --لا تحدث الناس --قال --علي بنفسي اولا --ولو مكثت سنين طويله -- فلن اكفر عما سلف --بعدها علي بأهلي ثم ان شاء الله --لن نبخل بشيء يفيد الناس

وهو الان بصدد تأليف كتاب --عن العقيده

--

وهنا اقول

ان تلك اللحظه تمر--على الكثير من البشر--فيهملها --فتذهب ولن تعود

انه دين الفطره

هذا الدين يناديك ليلا ونهارا

ويوعدك بالخير وهو صادق في وعده
--
من هذه القصه البسيطه --التي تبعث أمل في النفس -ياليت-إن الملايين من شباب الأمه

ان شاء الله --تمر بهم --لحظة صفاء -- وتأمل -- وتعود تلك الانفس الى ربها راضيه مرضيه

تحياتي

الله يسمع منك ويجزاك بالخير ياطول العمر